Dubai Digital Authority - هيئة دبي الرقمية

Contrast

Use toggle below to switch the contrast

Contrast

Read Speaker

Listen to the content of the page by clicking play on Listen

screen reader button

Text Size

Use the buttons below to increase or decrease the text size

A-
A
A+

ملتقى تحدي الأمية: حلول للقضاء على آفة الأمية في المنطقة

تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وبتوجيهات سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي للإعام، رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، نظّمت المؤسسة فعاليات «ملتقى تحدي الأمية... تحديات وحلول » في دورته الأولى يومي 24 و 25 فبراير الفائت في دبي.

وفي كلمته خال حفل الافتتاح، أكد سعادة جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، أن الأمية في المنطقة العربية تعد مشكلة حقيقية وعميقة، تقف عقبةً رئيسة في مسيرة الدول نحو التنمية المستدامة، وتحقيق رفاهية ورخاء الإنسان، وقد تفاقمت هذه المشكلة مع تفاقم التوترات التي تعصف بالمنطقة، ولعل الأرقام والإحصاءات المختصة خير دليل على تجذر هذه المشكلة في بعض الدول العربية، وتحولها إلى تحدٍّ أساسي يتطلَّب حراكاً عميقاً وتعاوناً مشتركاً بين جميع الدول لوضع الحلول له ومعالجته على المدى الطويل، مشدداً على أن الأمية مرادف للفقر والتطرف والإرهاب.

وأضاف سعادته: «انطلاقاً من رؤية قيادتنا الرشيدة في دولة الإمارات وإمارة دبي، وجهودها الحثيثة لدعم قطاع التعليم والاستثمار في الإنسان، من خال تأهيله وصقل خبراته ومهاراته المستقبلية، وترجمة لتوجيهات سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي للإعام، رئيس مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، يأتي تنظيمنا لهذا الملتقى بنسخته الأولى تحت شعار «تحديات وحلول».

بدورها قالت الدكتورة دينا عساف، الممثل المقيم للأمم المتحدة بالإمارات خال كلمتها: إن 28 مليون طفل على مستوى العالم خارج الصفوف الدراسية، ونصف عددهم في مناطق الصراعات، فيما يبلغ عدد الأطفال خارج الصفوف الدراسية في الدول العربية 4 ملايين طفل، فيما تبلغ نسبة عدم التحاق الفتيات بالتعليم في المنطقة العربية 55 %، وتتعرض الأجيال الشابة لخطورة الأمية أكثر من الكبار، كما تصل نسبة أمية النساء عالمياً إلى 63 %.

وأوضحت عساف أن التعليم يلعب دوراً رئيساً في دعم التنمية المستدامة ورفاه الشعوب وتحقيق أهداف التنمية المستدامة بشكل أكبر.

ولخّص الدكتور حجازي إدريس، المتخصص الإقليمي لبرامج التربية الأساسية في اليونسكو، التحديات التي تواجه المنطقة العربية للقضاء على الأمية في نقاط؛ أهمها وجود مشكلة حقيقية في مفهوم محو الأمية، ليتحول من قراءة الحرف إلى إيصال الأفكار للناس وتعلّم المهارات الحياتية المعاصرة التي تتوافق مع واقع الناس.

د. دينا عساف: 28 مليون طفل على مستوى العالم خارج
الصفوف الدراسية، ونصفهم في مناطق الصراعات

فيما يكمن التحدي الآخر في ضرورة بناء برامج وسياسات على بيانات حقيقية توضح أين هم ومن هم الأميون في مجتمعاتنا العربية، إلى جانب تحدي طريقة تعليم الكبار التي لا بد أن تختلف عن طريقة تعليم الصغار من حيث النهج وأسلوب التطبيق.

جمال بن حويرب: الأمية في المنطقة العربية تقف عقبةً
رئيسة في مسيرة الدول نحو التنمية المستدامة

وأوضح حجازي أنه من المهم مأسسة نماذج التعلم البديل في مناطق النزاعات لمعالجة مشكلة الأمية هناك من خال طرح مسارات متعددة في التعليم، وإرفاق تعليم الكبار ببرامج ثقافية وتوعوية تضمن عدم حدوث ظاهرة ارتدادهم إلى الأمية. وختم التحديات بالتأكيد على عدم إمكانية الوصول لفكر جديد بمجال محو الأمية بدون مشاركة مجتمعية، ليس فقط على مستوى المجتمع المحلي بل بمشاركة جميع القطاعات بالدولة.

واختتم حفل الافتتاح خالد عبد الشافي، مدير المركز الإقليمي للدول العربية، في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بكلمته التي شدد فيها على أن التعليم حق للجميع، ومع ذلك، هناك 750 مليون شخص حول العالم لا يزالون غير قادرين على اكتساب مهارات القراءة والكتابة، موضحاً أن محو الأمية عنصر جوهري على أجندة الأمم المتحدة لأهداف التنمية المستدامة التي تتضمن هدف الحصول على تعليم جيد وتعلم الشباب للمهارات المستقبلية.

وختم حديثه قائاً: «ندرك جيداً تحديات منطقتنا العربية بمجال الأمية، لكننا نؤمن بقدراتنا مجتمعين على معالجتها، لذا فقد وقَّعنا خطاب النوايا مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وكافة الشركاء؛ للمضي قدماً في تحقيق أهداف مبادرة «تحدي الأمية» .

تعلُّم مدى الحياة لتحقيق التنمية المستدامة

شهد اليوم الأول من ملتقى تحدي الأمية عدداً من الجلسات، كانت أولاها تحت عنوان «التعلُّم مدى الحياة لتحقيق التنمية المستدامة »، حيث تحدث فيها أرن كارلسون، بروفيسور كلية التربية، علم النفس والفن بجامعة لاتفيا، المدير السابق لمعهد اليونسكو للتعلم مدى الحياة.

أشار كارلسون إلى أن تطور المجتمعات والدول بات يرتبط ارتباطاً وثيقاً باستمرارية تعلم الأفراد مدى الحياة، ولم يعد يقتصر على اكتساب مهارتي القراءة والكتابة فقط. وأوضح أن الهدف الرابع من الأهداف ال 17 للتنمية المستدامة 2030 التي وضعتها الأمم المتحدة، هو «التعليم الجيد »، وهذا يعني أن التنمية المستدامة لا تتحقق من دون ضمان تعليم جيد ومنصف وشامل.

ونوه كارلسون خلال حديثه في محور الجلسة الأولى، الذي يحمل عنوان «تحول نظم التعليم إلى نظم التعلُّم مدى الحياة »، بأننا نعيش في زمن الثورة الصناعية الرابعة، وهذا يلزم الحكومات بأن تتعامل بشكل إيجابي وفعّال مع متطلبات عصرنا السريع، ومن ضمن ذلك تغيير أنظمة التعليم لتصبح مرنة وقادرة على التكيف مع مخرجات الثورة الصناعية. وقال كارلسون: «على الأفراد عدم الاكتفاء بالتعلم في المدرسة أو الجامعة أو الكلية، وإنما مواصلة التعلم واكتساب المهارات الجديدة كي يستطيعوا الحصول على فرص بيئة العمل .

وأوضح أن القرن ال 21 يتطلب مهارات خاصة من الأشخاص، منها: التفكير النقدي، والإبداع، والابتكار، وتعلم مهارات التواصل والمعلومات، وريادة الأعمال، وقبول المخاطر، والسيطرة على النفس، والقيادة، والوعي الثقافي والمجتمعي، والقدرة على التكيف مع المتغيرات، والرغبة في التعلم بشكل مستمر.

واقترح كارلسون على الدول تشكيل لجنة خاصة تحت مسمى «لجنة التنسيق الوطنية للتعلم مدى الحياة »، تكون مهمتها عقد شراكات مع مختلف الجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص والمؤسسات المحلية والمدرسين والمعلمين والموظفين وأفراد المجتمع المدني والأكاديمي، من أجل وضع استراتيجية واضحة بهدف تعزيز التعلم مدى الحياة بما يتماشى مع مخرجات الهدف الرابع للتنمية المستدامة 2030 التابع للأمم المتحدة.

أرن كارلسون: نعيش في زمن الثورة الصناعية الرابعة، وهذا يلزم
الحكومات بأن تتعامل بشكل إيجابي وفعّال مع متطلبات عصرنا

تجارب عربية في محو أمية الكبار

ناقشت جلسة حوارية حملت عنوان «حالة تعلُّم الكبار في المنطقة العربية » خال جلسات ملتقى تحدي الأمية في يومه الأول أهم التحديات التي تواجه الدول العربية بمسألة الأمية والدروس المستفادة من التجارب العربية.

وشارك في الجلسة كل من الدكتور عاشور العمري، رئيس هيئة محو الأمية وتعليم الكبار بمصر، وعبد السميح محمود، المدير العام للوكالة الوطنية لمحاربة الأمية بالمغرب، وحمد سعيد عثمان،، الأمين العام للمجلس القومي لمحو الأمية وتعليم الكبار بالسودان، وأدارها الدكتور هاني تركي، رئيس المستشارين التقنيين ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

وقال د. عاشور: إذا كان التعليم يعمل على إعداد الفرد للحياة، فإنه يجب أن تكون أنشطة التعليم من الحياة. وأوضح أن هناك خمس غايات مرتبطة بشكل مباشر بتعليم الكبار وتعلُّمهم؛ وهي: ضمان فرص الحصول على التعليم التقني والمهني والتعليم العالي، وإكساب الأفراد المهارات التي يحتاجون إليها لإيجاد عمل لائق، إلى جانب القضاء على التفاوت بين الجنسين في التعليم، وإلمام الشباب والكبار بالقراءة والكتابة والحساب، فضلاً عن المساواة بين الجنسين والسلام والمواطنة العالمية. واستعرض حمد سعيد عثمان جهود السودان في استحداث برامج تعليمية رائدة في المجال، وأهمها: توظيف التقنية في مواجهة الأمية من خلال التعلّم الإلكتروني. وقد هدفت السودان من تطبيق هذا الأسلوب إلى تمليك المستهدفين معارف أساسية وإكسابهم مهارات وقيماً تعينهم في حياتهم، وتعزيز قاعدة الشراكات الوطنية والعالمية لدعم نجاح المشروع.

د. عاشور العمري: إذا كان التعليم يعمل على إعداد الفرد للحياة، فإنه
يجب أن تكون أنشطة التعليم من الحياة

وسلَّط حمد سعيد عثمان الضوء على التحديات والفرص، موضحاً أن التحديات تكمن في أن عدد الأميين في البلدان العربية في الفئة من 15 - 45 سنة يزيد على خمسة ملايين شخص، ومعظمهم من النساء، بنسبة تقدر بنحو 35 % من السكان. كما أن أكثر من مليونين ونصف مليون من الأطفال في عمر المدرسة لا يلتحقون بالمدارس بنسبة تقدر بنحو 30 %. وناقش عبد السميح محمود مهام الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية بالمغرب، والتي تتضمن اقتراح إجراءات لتحسين منظومة محاربة الأمية، والتنسيق مع مختلف الجهات الفاعلة في مجال محاربة هذه الظاهرة، حيث تهدف الوكالة إلى تقليص نسبة الأمية وطنياً إلى 20 % عام 2021 و 10 % عام 2026 .

وذكر محمود أن عدد المستفيدين من برامج الوكالة لمحو الأمية بلغ مليوناً و 131 ألفاً و 703 مستفيدين عام 2019 ، وأن 4.5 ملايين شخص استفادوا من برامج محو الأمية منذ تأسيس الوكالة الوطنية لمحو الأمية سنة 2013 .

أشكال الأمية وعلاقتها بالتنمية المستدامة

احتضن اليوم الأول من ملتقى تحدي الأمية جلسة أدارها أحمد يوسف، مذيع قطاع الأخبار بالتلفزيون المصري تحت عنوان: «الأمية الرقمية وعلاقتها بالتنمية وبتعليم وتعلُّم الكبار »، ناقش فيها المتحدثون: الدكتور أحمد أُزي، أستاذ علم النفس وعلوم التربية في جامعة محمد الخامس بالرباط، والدكتورة إقبال السمالوطي، الأمين العام للشبكة العربية لمحو الأمية وتعليم الكبار، وشادية عبدالله الجابري، مديرة مركز روافد للتطوير والتعلُّم، الأمية بجميع أشكالها، ولاسيما الرقمية والصحية والبيئية، إلى جانب عرض تجارب ناجحة بهذا الجانب.

وأكد الدكتور أحمد أُزي أن العجز الرقمي يعدُّ بمنزلة الجيل الثاني من الأمية، ومحوها في عصر العولمة يعد مفتاح النهوض الحضاري وقوةً ما بعدها قوة، وهي أداة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة، مشيراً إلى أن 90 % من الوظائف المستقبلية ستحتاج إلى المهارات التقنية. وأشار أزي إلى أن الأمية الرقمية تعني عدم الإلمام ب «المهارات التقنية .

وعرضت الدكتورة إقبال السمالوطي، خلال الجلسة، مشروع منهج «المرأة والحياة الرقمي » الذي نُفِّذَ بمشاركة وزارة التربية والتعليم، ووزارة الاتصالات المصريتين، ومنظمة اليونسكو، وشركة مايكروسوفت، ويختص بتمكين المرأة من خلال استخدام التكنولوجيا.

وسلطت شادية عبدالله الجابري، مديرة مركز روافد للتطوير والتعلُّم في دبي، الضوء على برنامجين أطلقتهما هيئة الطرق والمواصلات في دبي، بالتعاون مع المركز؛ الأول يطلق عليه «تمكين ،» ويعنى بتدريب وتأهيل الخريجين والخريجات من مواطني الدولة، والمقيمين الذين لم تسعفهم ظروفهم الحياتية للالتحاق بالدراسة في بلدانهم الأصلية لتعلم المهارات اللازمة للانخراط في سوق العمل، والثاني «صندوق ثريا »، ويعنى بالإسهام في الحدّ من مستويات الأمية في العالم العربي.

استراتيجيات وتوجّهات تعلّم وتعليم الكبار

ناقشت جلسة في ملتقى تحدي الأمية الذي نظّمته مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة في دبي، التوجُّهات والاستراتيجيات المعاصرة في تعليم وتعلُّم الكبار، وشارك فيها كل من حجازي إدريس إبراهيم، المتخصص الإقليمي لبرامج التربية الأساسية في اليونسكو، وسماح شلبي، متخصصة الرصد والتقييم في معهد اليونسكو للتعلُّم مدى الحياة، والهاشمي بن حبيب عرضاوي، القائم بأعمال المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو).

وأكد حجازي إدريس أهمية الدور التمكيني لتعلم الكبار، الذي يساعد المتعلم على العيش، مع ضرورة أن يكون التعلم مدى الحياة مطلباً إلزامياً دولياً، وأن تصل مرحلة التعلم إلى القدرة على الفهم والتحليل ونقل المعرفة للآخرين. وأوضح النقاط التي يجب التركيز عليها في تعليم الكبار، والتي تتمثل في اكتساب المهارات المهنية والحياتية والوطنية، والتأكد من مستوى مقدِّم التعليم، وهو المعلِّم، وتأهيله بشكل جيد.

وأشار إدريس إلى أن المنطقة العربية حققت إنجازات لا بد من ذكرها في مجال تعليم وتعلّم الكبار، وتكمن في الاهتمام المتزايد بالتعليم المهني، وتنوع برامج تعليم الكبار، مع استخدام وسائط متعددة في هذه البرامج، والتوجه نحو التعليم المفتوح، إلى جانب إطلاق مبادرات إبداعية تساعد على التعلم مدى الحياة، ومن أبرزها العقد العربي وتحدي الأمية.

من جهتها، استعرضت سماح شلبي نتائج التقرير العالمي الرابع بشأن تعلّم الكبار وتعليمهم لمعهد اليونسكو للتعلُّم مدى الحياة، والذي شارك فيه 159 دولة من بينها 18 دولة عربية في الفترة من 2015 وحتى 2018 ، حيث يتم نشر التقرير كل ثلاث سنوات. ويرصد أنشطة تعلم الكبار وتعليمهم من خمس محاور وهي: السياسات، الجودة، الحوكمة، التمويل والمشاركة.

وقالت: إن ضعف توافر البيانات، يشكل عائقاً رئيساً للتصدي لأوجه عدم المساواة في المشاركة بتعلّم الكبار وتعليمهم، إلى جانب أن تمويل تعلّم الكبار وتعليمهم غير ملائم وكافٍ. وتناول عرضاوي أسباب الأمية في العالم العربي، والتي لخّصها في أسباب اجتماعية تتمثل في الفقر والبطالة والتهميش والتفاوت، وأخرى اقتصادية تضم ضعف نسب النمو وفرص الاستثمار وكلفة التعليم المرتفعة، إضافة إلى الأسباب التشريعية من غياب نصوص قانونية حول إلزامية التعليم ومجانيته.

وحسب إحصاءات )الألكسو(، ذكر عرضاوي أن العدد الإجمالي للأميين في الدول العربية يتجاوز ال 75 مليوناً من الإناث والذكور، وأن أعلى النسب لدى الشباب والنساء والفتيات، كما أن نسبة الأمية في الدولة العربية مجتمعة أعلى منها في الدول النامية ومن المتوسط العالمي.

وسلّط الضوء على جهود (الألكسو) في محو الأمية وتعلم وتعليم الكبار، حيث قال: إن المنظمة أسهمت منذ نشأتها في نشر الوعي بجدوى التعليم والدعوة إلى جعله إلزامياً ومجانياً وشاملاً، والعمل على إتاحته وتطويره واستدامته، كما حشدت وروّجت لفكرة تحمل المسؤولية الجماعية للتصدي للأمية في الدول العربية.

استمرارية التعلم في ظل التحديات

احتضن ملتقى تحدي الأمية جلسة بعنوان «تعليم الكبار من منظور التعلم المستمر والتعلم مدى الحياة » أدارتها الدكتورة لانا مامكغ ضمن فعالياته التي نظمتها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة في 24 - 25 فبراير الماضي في دبي.

تحدث في الجلسة بداية الدكتور سامي نصار، الأستاذ في كلية الدراسات العليا للتربية في جامعة القاهرة، عن أهمية التعلم المستمر للكبار في ظل التحديات التي تواجه الوطن العربي مثل الزيادة السكانية، والاقتصاد الجديد، والصراعات السياسية، إلى جانب أزمة اللاجئين، وعدم توافر فرص متساوية في التعليم للنساء، ونقص مهارات سوق العمل التي فرضتها العولمة، والتعليم متعدد الثقافات، إضافة إلى الثورة الصناعية الرابعة، التي تطلّبت تبني مهارات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، والتعليم المصمم ذاتياً، والتفكير النقدي، ومهارات الاتصال والتعاون والإبداع.

ثم استعرضت الدكتورة نجوى غريس، الأستاذة الجامعية بالمعهد العالي للتربية والتكوين المستمر في جامعة تونس، الطرق الحديثة في تقييم برامج تعليم الكبار التي تتطلب ربط المعايير والرؤية الفكرية للبرنامج بآلية تطويره وأهدفه الاستراتيجية.

وشاركت الدكتورة لطيفة الفلاسي، خبيرة اللغة العربية بوزارة التربية والتعليم بالإمارات، في الجلسة أيضاً، حيث تحدّثت عن تجربة دولة الإمارات في القضاء على الأمية، ورؤية وزارة التربية والتعليم التي أخذت بعين الاعتبار ظهور أنواع جديدة من الأمية في ظل المتغيرات المتسارعة، وتقدم العلوم الحديثة والتكنولوجيا، لذا عمدت إلى بناء منظومة تعليمية شاملة ومرنة قادرة على الاستجابة لمتطلبات العصر والمجتمع، وتلبية متطلبات المتعلمين بمختلف ظروفهم وأهدافهم وفئاتهم العمرية. وفي مشاركتها، تحدّثت الدكتورة آمال الهبدان، مديرة برامج إدارة الدعم المجتمعي في مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ووكيلة جامعة الأميرة نورة، عن تجربة المركز في توفير التعليم في حالات الطوارئ في البلدان التي تعاني من تدمير في البنية التحتية ونقص في كوادر المدرسين، نتيجة الظروف الطبيعية أو الاحتلال العسكري.

تكامل الجهود العربية لمجابهة الأمية

احتضن اليوم الثاني من ملتقى تحدي الأمية 2020 جلسة تحت عنوان «تكامل الجهود الإقليمية لمجابهة الأمية في المنطقة العربية»

شارك في الجلسة كل من سعادة جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، والدكتور يحيى بن إبراهيم آل مفرح، مدير الإدارة العامة للتعليم المستمر، في وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية، والدكتور أشرف إبراهيم، مدير مركز اليونسكو الإقليمي لتعليم الكبار، الفئة الثانية، وأدارها الدكتور هاني تركي، رئيس المستشارين التقنيين ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

أكد سعادة جمال بن حويرب خلال حديثه في الجلسة أن التعاون والتكاتف وتنسيق العمل بين مختلف المؤسسات والمنظمات والجهات ذات الصلة في العالم العربي، هو الحل الوحيد للقضاء على الأمية بجميع أشكالها. وقال سعادته: هدفنا من مبادرة تحدي الأمية، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، هو القضاء على الأمية القرائية والكتابية ل 30 مليون شاب وطفل عربي حتى العام 2030 ، وذلك بالتعاون بين مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة ومنظمة اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

وسلّط الدكتور يحيى بن إبراهيم آل مفرح، خلال الجلسة، الضوء على مشروع العقد العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار ) 2015 - 2024 (، الذي يهدف إلى خفض نسبة الأميين في العالم العربي بين الكبار من 15 سنة فما فوق، ضمن 5 مراحل. وأكد الدكتور آل مفرح، أن المرحلة المقبلة تتطلب تطويراً لخطط تعليم الكبار والتعليم المستمر لتحقيق متطلبات الثورة الصناعية الرابعة.

وأشار الدكتور أشرف إبراهيم، إلى أهمية الدور الذي لعبه المركز في القضاء على الأمية في جمهورية مصر العربية بالتعاون مع جامعة الدول العربية ممثلة في قطاع الشؤون الاجتماعية وعدد من المؤسسات والمصرية والعربية.

جمال بن حويرب: التعاون والتكاتف وتنسيق العمل هو
الحل الوحيد للقضاء على الأمية في العالم العربي

دور الإعلام في مواجهة الأمية

شهد ملتقى تحدي الأمية الذي نظّمته مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة في 24 و 25 فبراير الجاري، جلسة بعنوان «الإعام ودوره في مواجهة الأمية »، لمناقشة السبل التي يمكن أن تتغلب فيها الوسائل الإعلامية على التحديات في مكافحة الأمية.

وناقشت الجلسة التي أدارتها الإعلامية سهام صالح، وكيل أول نقابة الإعلاميين بجمهورية مصر العربية، واقع الإعلام العربي ودوره في مواجهة مشكلة الأمية، ودور وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الرقمي، والحلول المقترحة لتحقيق دور أكثر فاعلية للإعلام في قضية الأمية. وتحدثت خلال الجلسة نادين سمرة، المدير العام لمنصة وياك، التابعة لشركة زي إنترتينمنت، عن واقع الإعلام الرقمي في مواجهة الأمية في ظل قلة المحتوى التعليمي في هذه المنصات، وعدم توجه صانعي المحتوى لهذا النوع.

وشدّدت على ضرورة عرض محتوى تعليمي وتوعوي جاذب، لاسيما في إطار وجود وسائل التواصل الاجتماعي، وعدد كبير من المنصات الرقمية. ودعت أيضاً صُنّاع المحتوى لإنشاء محتوى توعوي وتعليمي ذي قيمة عالية يشاركونه عبر منصات التواصل الاجتماعي، والمنصات الرقمية. كما أكدت أهمية تعاون وسائل الإعلام من القطاع الخاص في نشر رسائل تشجيع محو الأمية واتباع وسائل التعليم الحديثة، وبطريقة تفاعلية بالصوت والصورة في وقت أسرع.

ودعت سمرة وسائل الإعلام إلى رصد ميزانيات للمحتوى التعليمي، كما لفتت الانتباه إلى ضرورة أخذ الإحصائيات بعين الاعتبار لتحديد الجمهور المستهدف والمحتوى وأسلوب الطرح.

ومن جهته، أشار نشأت الديهي، الرئيس التنفيذي لقناة تن، إلى أن وسائل الإعلام يمكن أن تلعب دوراً أساسياً في محو الأمية، ويجب تفعيل هذا الدور بشكل أكبر في الوطن العربي من خلال نشر الوعي حول أهمية التعلم، ونشر البرامج التعليمية المتخصصة، ونشر رسائل توعية من خلال الدراما والسينما والمسرح والأدب، باعتبارها تستقطب مختلف شرائح المجتمع وتطرح القضايا بأسلوب جذاب.

وأشار إلى أن الأمية ترتبط بالوضع الاقتصادي للدولة، ومن واجب الإعلام أن يقوم بدور فاعل، لاسيما في الدول التي تشهد نزاعات وحروباً وتعاني من ظروف اقتصادية سيئة، وأن يؤدي رسالته من خلال تشجيع الناس على التعلم. وأكد أنه يمكن للإعلام أن يعالج التحديات التي تواجهه في مجال تشجيع الناس على التعلم من خلال صناعة محتوى هادف وجذاب للمتلقي، والتزام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية المرئية والمسموعة والمقروءة تضمين موضوع محو الأمية ضمن أجندة أعمالها.

في ختام الملتقى.. 6 ركائز أساسية للقضاء على الأمية

في ختام «ملتقى تحدي الأمية » في 25 فبراير 2020 ، وبحضور نحو 250 مشاركاً يمثلون رؤساء هيئات للمعرفة محو الأمية وتعليم الكبار في المنطقة العربية ومنظمات دولية وإقليمية وجامعات وخبراء من المنطقة العربية والعالم، خرج المشاركون بعدة توصيات بهدف القضاء على الأمية بكافة أشكالها في العالم العربي.

أكد المشاركون في الملتقى ست ركائز أساسية هي:

1 . القرائية ركيزة أساسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتسهم في تمكين الأفراد من بناء ذواتهم وممارسة حقوقهم المختلفة.

2 . برامج محو الأمية يمكن أن تعزز المساواة.

3 . استخلاص الدروس والاستفادة من المخرجات والتقييمات الدولية في مجال محو الأمية وتعليم الكبار.

4 . تعزيز العمل الوطني والإقليمي لعمل اللازم لتطبيق مقررات «مؤتمر بيلم »2009 وخصوصاً اتباع رؤية ومنهجية التعلم مدى الحياة، التي تضمن وضع السياسات، والحوكمة، والتمويل، والمشاركة، والجودة.

5 . تبنّي مسارات تعليم بديلة ومرنة لمساعدة الأطفال على العودة إلى الدراسة في الدول العربية التي تعيش حالة نزاع.

6 . تسخير أدوات تكنولوجيا المعلومات لتوسيع الانتفاع والمشاركة من برامج تعليم الكبار.

وتوافق المشاركون في الملتقى على تبني مكونين أساسيين هما:

أولاً: الرؤية والمفاهيم المعاصرة لمحو الأمية وتعليم الكبار وتعلُّمهم.

ثانياً: السياسات والبرامج.

وطالب الملتقى جميع الشركاء الإقليميين والدوليين بالعمل على توفير الدعم والمساعدة على الصعيدين الوطني والإقليمي لكسب المزيد من التأييد لقضية محو الأمية وتعليم الكبار، وتهيئة السبل أمام الدول العربية للاستفادة القصوى من مدخلات ومخرجات المؤتمر العالمي حول تعليم وتعلُّم الكبار، الذي سوف يعقد في المملكة المغربية 2022 ، وعقد ملتقى يضم خبراء الإعلام مع خبراء ومنظمات محو الأمية لوضع استراتيجية إعلامية لمواجهة الأمية، وتسليط الضوء على مجهودات تعليم وتعلّم الكبار، وإصدار القوانين الملزمة والرادعة للأسر التي يتسرَّب أطفالها من التعليم.